Skip to main content

حكاية مركب

لفتتني جملة من إحدى أغاني جوليا بتقول: "نحن مركب بِبحر العالم والأمواج صارت جبال..." هالصورة الشعريّة دخلت دخول البرق على ذهني وخلّتني فكّر بأمور كتيرة وإرجع عيد حساباتي.

نجاحاتنا الشخصيّة و"إنجازاتنا" اللّي منبقى شايفينا ومش مصدّقين بتعمينا وبتخلّينا نشوف حالنا بحجم مختلف تمام الإختلاف عن حقيقتنا. منفكّر حالنا صرنا أقوياء كفاية لنتصدّى لأيّ صعوبة ممكن تعترض طريقنا، ولوهلة منتحوّل منافسين بالوعظ والفلسفة لأعظم المفكّرين اللّي منسمع عنن من أوّل ما وعينا عالدّني: سقراط، أفلاطون أو أرسطو...

نعم، مركبنا الصغير بصير بنظرنا "تايتانيك" جديدة قادرة تعبر أكبر جبل ثلج من دون ما تنهزّ ولكن... هالنظرة المغرورة والمتشاوفة ما بتضاين كتير قبل ما ترجع لحجمها الطبيعي لمّا تصطدم بالواقع الأليم اللّي بيغلبنا وبيصدمنا وبِعيدنا لحجمنا الطبيعي، إنسان مخلوق ومحدود بالحجم والوقت والزمن بقلب عالم عمره مليارات السنين...

هالمركب الصغير والضعيف اللّي هوّي نحنا عم يعبر من لحظة تكوينه ببحر العالم، لمّا يكون بأوّل مشواره بتبقى بالعادة رحلته سهلة والبحر هادي والهدف واضح لأنّو بيبقى في حدا غيرنا عم يسوقه ويقوده على الطريق السليمة. مع الزمن، بيجي وقت بيصير فيه مصير هالمركب مربوط فينا وحدنا وبقراراتنا وتوجّهاتنا. هون بتبلّش الأمواج تبيّن وتكبر مع مرور الزمن، مننجح نتخطّى معظمها ومنفشل بالبعض منها... لحدّ ما يجي نهار وتصير فيه التحدّيات الحياتيّة، أمواج بحجم الجبال، "تسونامي" هاجم علينا، يحطّمنا ويهدّد ثباتنا أو حتّى وجودنا...

شو العمل، لمّا التحدّيات تصير أكبر من إنّو نقدر نتخطّاها ونعبر عليها بسلامة؟ يمكن الحلّ الوحيد هوّي إنّو نخرق هالأمواج ونفوت بقلبها ونقبل إنّو ننضرب ونضعف وننخضّ، ويمكن نتكسّر أو حتّى نفشل وما ننجح. بسّ وين الفرق كلّو؟ قبل ما نفوت بهيك معركة طاحنة يمكن في حدا ما إلنا غيره نلتجي لعنده ونطلب مساعدته وحمايته، هوّي الربّ خالق الكون وكلّ ما فيه من بحار. هوّي اللّي بيبقى حاضر ونايم عالسكت بآخر مركبنا. تذكّر شو عِمِل مع تلاميذه لمّا كانوا بنفس الموقف، يمكن منيحة نوعّيه ونصرخله، شو رح نخسر؟

Comments

Popular posts from this blog

هبطتلي قلبي

تذكّر آخر مرّة ضيّعت فيها شخص غالي على قلبك، كيف كنت متوتّر وضايع، وشو حسّيت... تذكّر آخر مرّة الإنسان اللّي بتحبّو اختفى فجأة وبطّلت قادر توصلّه... تذكّر لماّ كنت مبسوط وحاسس بالأمان وفجأة مدري شو صار واختفى حدا من عيلتك وانقطع الإتّصال معه... تذكّر آخر مرّة سمعت خبريّة بشعة عن حدا بتحبّو، أو حدا صرلو شي عارض قدّامك... تذكّر كيف حسّيت بلحظتها... بيكفي بسّ تشوف وجّ إمّ ضيّعت إبنها بقلب العجقة، راقبه منيح وشوف القلق والخوف بوجها. كأنّو الدنيي كلّها انقلبت على راسها، بتبطّل سامعا شي ولا قاشعا حدا... شو هالسرّ اللّي بلحظة بيقدر يحوّلك من حالة لحالة تانيي! كم مرّة منتعرّض لهيك موقف وكم مرّة مننفقس ومننوجع ومنعيش خوف وقلق ورعب وتوتّر! صحيح هيدا شي بشع ومؤلم بسّ هيدا شي كتير حلو. قولكن أنا بحبّ الدراما؟ أكيد لاء! بس هيدا الشي اللّي بيدلّ على حلاوة الإنسان! قدّ ما كان مهمّ وشو ما كان بيملك من مراكز ومال، بيبقى إنّو ما حدا بيقدر يعيش من دون حدا تاني بحياته. ما حدا في يعيش لحالو! منقضّي عمرنا ننبّش على ضمانات أرضيّة وماديّة لتحسّسنا بإنّو نحنا مهمّين وتعطينا إعتبار، ولكن لماّ نعيش...

Oublie-t-on jamais ?

Tout commence au moment de la sortie du sein maternel. La seconde où tu as émis le premier cri, le premier souffle de vie, tout a commencé. Tu fais désormais partie de ce qu’on appelle : la vie. Un avenir inconnu t’attend, mais entre temps, un présent éternel t’emporte à jamais. Sur une feuille blanche du cahier de la vie s’inscrit ton nom. Ton histoire commence. Un passé est déjà né. A partir de ce moment-là, tout s’inscrit sur cette feuille blanche. Tout souffle que tu prends y est inscrit. Au fur et à mesure que tu grandis, l’espace blanc sur cette feuille se restreint. Ce qui a été écrit ne peut jamais être effacé. Même le temps est incapable de l’effacer, car il fait partie de qui tu es, il fait partie de toi. Tu ne peux rien effacer mais tu peux toujours corriger, en inscrivant de nouvelles choses, en changeant ton style d’écriture, tu pourras changer, tu pourras te renouveler. Mais, ne crois jamais que tu pourrais effacer ou oublier quoi que ce soit ! Tu es un tout for...

ربّنا شايف

شو أجمل شي؟ إنّك تكون فايت بمشروع للآخر (وممكن كتير يكون مشروع حياة)، ويطلع بوجّك هيك بليلة ما فيها ضوّ قمر واحد من الناس اللّي إنتا عم تقتل حالك كرمالن ويفقعك جملة من كعب الدّست على وزن: "إنتَ مش خرج هالشغلي".أو "أنا مش شايف إنّك عم تشتغل مظبوط"... لَيكْ شو رأيك تجي يا "حبّوب" تاخذ مطرحي وتفرجيني براعتك؟ عنجدّ شعور ولا أبشع من هيك. متل كأنّو شي واحد زتّك من عاشر طابق، أو حطلّك سكّين بقلبك! هيدي ال"ميرسي" والتقدير اللّي بتاخذه من بعد ما تكون هدرت كلّ وقتك وأعصابك وعواطفك وتفكيرك للمشروع اللّي كنت ناوي تحقّقه. صايرا معك؟ أكيد صايرا، لأنّو وين ما كنت وشو ما عملت بدّو يكون في من هَودي المنظّرين اللّي ما بيعجبن العجب وحاطّين إصبعن بعيون الكلّ ورافضين يشوفوا بالأوّل حالن بالمراية قبل ما يشوفوا غيرن... طيّب والحلّ؟ قدّام هيك إنتقادات بتطلع من تيابك وببطّل إلك نفس تكمّل باللّي كنت ناوي تعمله. "حرزانة؟ كرمال مين؟ ما زال ما حدا مقدّر لشو عم إقتل حالي أنا؟ مش أحسنلي أعمل اللّي عليّي وبسّ؟..." هالأفكار كلّن مظبوطين، بسّ هَودي مش الحقيقة! الإنت...