Skip to main content

هبطتلي قلبي

تذكّر آخر مرّة ضيّعت فيها شخص غالي على قلبك، كيف كنت متوتّر وضايع، وشو حسّيت...
تذكّر آخر مرّة الإنسان اللّي بتحبّو اختفى فجأة وبطّلت قادر توصلّه...
تذكّر لماّ كنت مبسوط وحاسس بالأمان وفجأة مدري شو صار واختفى حدا من عيلتك وانقطع الإتّصال معه...
تذكّر آخر مرّة سمعت خبريّة بشعة عن حدا بتحبّو، أو حدا صرلو شي عارض قدّامك... تذكّر كيف حسّيت بلحظتها...
بيكفي بسّ تشوف وجّ إمّ ضيّعت إبنها بقلب العجقة، راقبه منيح وشوف القلق والخوف بوجها. كأنّو الدنيي كلّها انقلبت على راسها، بتبطّل سامعا شي ولا قاشعا حدا...
شو هالسرّ اللّي بلحظة بيقدر يحوّلك من حالة لحالة تانيي! كم مرّة منتعرّض لهيك موقف وكم مرّة مننفقس ومننوجع ومنعيش خوف وقلق ورعب وتوتّر!
صحيح هيدا شي بشع ومؤلم بسّ هيدا شي كتير حلو. قولكن أنا بحبّ الدراما؟ أكيد لاء! بس هيدا الشي اللّي بيدلّ على حلاوة الإنسان! قدّ ما كان مهمّ وشو ما كان بيملك من مراكز ومال، بيبقى إنّو ما حدا بيقدر يعيش من دون حدا تاني بحياته. ما حدا في يعيش لحالو! منقضّي عمرنا ننبّش على ضمانات أرضيّة وماديّة لتحسّسنا بإنّو نحنا مهمّين وتعطينا إعتبار، ولكن لماّ نعيش وحدي من الحالات اللّي ذكرتها من شوي، منفهم إنّو ضمانتنا الوحيدة هيّي الآخر اللّي منحبّه. حتّى لو بدنا نفقده بيوم من الإيّام بسّ ما فينا نعيش من دونه، ومنعرف قيمته ساعة اللّي منضيّعو!
ارجَع تأمّل وجّ هالإمّ لماّ تلاقي إبنها الضايع من بعد ما تكون برمت الدنيي عليه. بتحسّ إنّو لقيت كنز، أوّل ردّة فعل بتركض عليه وبتغمره من دون توقّف على شي دقيقة ويمكن تلومه لأنّو ضاع: "هبطتلّي قلبي يا إمّي". ولكن الأكيد إنّو بتعبّرلو عن حبّها ومن لحظتها بتصير تنتبه لوجوده عشر مرّات أكتر من قبل وبتصير كلّ ثانية معه إلها نكهة حلوة لأنّو ما منعرف للأسف قيمة الأشخاص اللّي بحياتنا إلاّ لماّ نضيّعن.

يمكن هالحالة قدّ ما كانت بشعة هيّي نعمة بحياتنا مرّات أو هيّي "نقزة" لحتّى تخضّنا وتوعّينا وتفهّمنا بإنّو اللحظة الحاضرة ما بترجع ولازم نستفيد من وجود كلّ اللّي منحبّن حدّنا قبل ما يفوت الأوان ويختفوا من حياتنا كليًّا، ساعتها الندم ما بيعود ينفع و ال"لو" بيبطّل إلها معنى.
إذا كنت عايش "كوما" بعلاقاتك مع أهلك وأصحابك اللّي بتحبّن مش غلط "يهبط قلبك" كم مرّة هيك بتوعى لأهميّتن وبتصير تعمل مجهود لتستفيد من كلّ لحظة بتكون فيها معن! يمكن لماّ نكبر بالحياة والمسؤوليّات، بيصير وقتنا معبّى لدرجة إنّو منحسّ الوقت اللّي منقضّي مع اللّي منحبّن عم يخسّرنا من وقت شغلنا وعم ياخد وقت من دربنا، أو ممكن نحسّ بإنّو عم ننبّش عن الوقت تنبيش لنقضّي ساعة قيّمة برفقة اللّي منحبّن... لو شو ما كان، ما بحياتك تقول "هالناس تحصيل حاصل بحياتي" لأنّو اللحظة اللّي بتروح ما بترجع، ويمكن هيدي كانت آخر فرصة لتكون معن وتعبّرلن عن حبّك، ما تستهتر فيها!

Comments

Post a Comment

Popular posts from this blog

Instrument de Ton salut

Je ne me suis jamais rendu compte de la grandeur de tout geste que je faisais, jusqu’au jour où j’ai réalisé que le moindre geste fait d’une manière spontanée et non-intentionnelle peut vraiment être une source de salut pour autrui et la corde avec laquelle il renouera sa relation personnelle avec Dieu. C’est à travers moi et à travers toute personne ouverte à son œuvre et attentive à sa présence cachée dans ce monde, que Dieu agit et révèle son salut à l’homme. C’est pourquoi, mon péché est grand si je tourne intentionnellement le dos à Dieu et si en plus je mésestime le pouvoir vivifiant de Son esprit qui m’habite. Je dis désormais tout ça parce que j’ai goûté la gloire de Dieu à plusieurs reprises dans ma vie, j’ai vu Dieu accomplir le salut d’autres personnes à travers moi, à travers de simples gestes que je faisais avec un grand amour. J’ai été un instrument de salut dans les mains de Dieu… En voyant la souffrance des personnes noyées dans le noir et au bout du désespoir… j’ai ét...

10 سنين كاهن عا مذبح الرب

 بتذكّر كتير منيح هالنهار بتفاصيلو وكيف كنت شايف كهنوتي رح يكون متل السما على الأرض بكنيسة مليانة من كل صفات الإنجيل.  كنت إحلم إثبَت بمحبّة يسوع دايمًا وكون عم عيش متلو مع ذاتي ومع كل الناس.  مرات نجحت ومرات فشلت ووقعت، بس اللي بقدر قولو وإشكر الله عليه بهالـ10 سنين هوي إنّو نَحَت فيي ووجّعني وقِدِر يطلّع مني صورة أحلى عن حالي، أو عالقليلة خلّاني شوف حالي بعيونو، عأمل إنّو خلّي الناس تقدر تشوفني متل ما هوي شايفني وإعكس صورتو الحلوة بكهنوتي.  بالحقيقة الكهنوت مسيرة صعبة وملبّدة بالمطبّات والتحديات وبالوقت ذاتو هوي نعمة عظيمة بتعطي معنى لحياتي ولدعوتي وفيا تعزيات إلهيّة وافرة... كهنوتي فرَحي وإذا بترجع فيي الدني لورا ما كنت بشوف حالي إلاّ كاهن عا مذبح الرب لأنّو معو لقيت الفرح والمعنى لحياتي! كَوني كاهن ما بيعني إنّي كامل (متل ما الناس بتنتظر من كلّ مكرّس). أنا إنسان من العالم، اختارني الله لإخدم العالم.  رح أختصر 10 سنين بـ 10 دروس علَّموا فيي وعلّموني عِبَر بكهنوتي: 1- التواضع: تعلّمت إنّو منّي قادر غيّر العالم اللي موجود فيه ولا قادر حقّق الأحلام التعجيزيّة ال...

صورة الله بحياتي

معقول يمرق هالنهار وما عبّرلك عن حبّي وإمتناني الكبير لألله اللّي أعطاني ياكي؟ من أوّل ما وعيت الصبح وأنا عم فكّر بحضورك المميّز بحياتي. شو بدّي قول وكيف بدّي عبِّر عن هالحضور؟ صار عمري ربع قرن وبعترف ما ممكن يقطع نهار وما كون لفظت فيه هالكلمة العزيزة كتير على قلبي: ماما! حضورك يا ماما هوّي أبسط وأحلى تعريف للتضحية والحبّ. لماّ إتطلّع فيكي بفهم كلّ شي ومنّي عايز بقى حدا يعلّمني عن التضحية والحبّ. حضورك لليوم، مدرسة حياة ، علّمني كون إبن لهالحياة وحِبّها مع كلّ نفس بيطلع من تمّي. قليلة شو تحمّلتي تقل دمّي وسمعتي بكي وتفحيش منّي؟ قليلة كم ليلة ما نمتي من ورا "حضرة جنابي"يلّي كنت ضلّني مريض أنا وزغير وحتّى أنا وكبير؟! معقول كيف بعدِك بتعتلي همّي اليوم: أكلت حبيبي؟ أيّ ساعة جايي عالبيت لحضّرلك أكلك؟ أخدت الدوا؟ إلخ... قليلة أدّيش صلّيتيلي مسابح ورافقتيني بدعوتي؟ أنا اليوم أكيد إنّو الفضل الكبير لثباتي بإيماني وبدعوتي هوّي لصلاتك يا إمّي... شو ما قول وشو ما إحكي قليل بحقّك يا ماما، بسّ حابب قلّك إنّو من خلال حبّك وتربيتك ل"أقمارك ال 3" متل ما بتحبّي تسمّينا سماح، نيكو...